في ظل التطور السريع الذي تشهده كاميرات الهواتف الذكية، أصبحت جودة التصوير ميزة أساسية يبحث عنها المستخدمون عند اختيار هواتفهم. ورغم أن سامسونج كانت من أوائل الشركات التي قدمت تحسينات كبيرة في هذا المجال، إلا أن بعض المنافسين، خاصة الشركات الصينية، استطاعوا تقديم قفزات نوعية في الهواتف، مما جعل كاميرات سامسونج تبدو عالقة عند عام 2021 مقارنة بما تقدمه بقية الشركات اليوم من ابتكارات متقدمة وتجارب تصوير أفضل.
لا شك أن سامسونج كانت من أوائل الشركات التي ركزت على تحسين جودة الكاميرات ومع إطلاق سلسلة هواتف Galaxy كانت الكاميرات تشكل نقطة جذب قوية، مع ميزات متقدمة وتحسينات مستمرة. وحتى في الوقت الحالي، تُعدّ هواتف Galaxy S و Galaxy Note من أفضل الهواتف في السوق من حيث البرمجيات وسهولة الاستخدام. لكن الأمر الذي يثير التساؤل هو لماذا لم تحقق سامسونج قفزة نوعية على صعيد المكونات مقارنةً بالمنافسين من الشركات الصينية؟ يبدو أن سامسونج قد اكتفت بإطلاق تحسينات بسيطة في كاميراتها دون التركيز على الابتكار الجوهري.
قد يندهش الكثيرون حين يعلمون أن هواتف مثل HUAWEI و vivo وXiaomi ليست فقط حاضرة بقوة، بل تتفوق أيضاً على الكثير من الشركات الكبرى من حيث العتاد. فبينما تظل سامسونج متمسكة ببعض مواصفات الكاميرات التقليدية، أطلقت شركات مثل vivo هواتف بمستشعرات كبيرة وفتحات عدسة واسعة وقدرات تصوير ليلي فائقة.
كما تتفوق هذه الشركات الصينية بتقنية التصوير عن بُعد؛ فبعض الهواتف مثل vivo X100 Ultra تأتي مع كاميرات تقرب الصورة حتى 10x أو أكثر، مع الحفاظ على جودة الصورة وتفاصيلها، فضلاً عن تحسينات في الأداء الليلي والتركيز الدقيق، وهي ميزات تعزز من تجربة المستخدم وتعطيه مرونة في الاستخدام.
مع إطلاق هاتفي Pixel 9 من جوجل و Galaxy S24 من سامسونج، تزايدت التساؤلات حول مدى تطور كاميراتهما وما يميز كل واحدة عن الأخرى. حيث تعتمد كل شركة على مزيج من العتاد المتقدم والبرمجيات لتحسين جودة الصور، ولكن لكل منهما نقاط قوة وضعف تميزها عن الأخرى. تابع معنا في هذه المقارنة الشاملة بين الكاميرتين لمعرفة أهم الفروقات.
على الرغم من أن Pixel 9 وGalaxy S24 كلاهما يقدم تجربة تصوير رائعة، إلا أن Pixel 9 يتميز بتقديم صور طبيعية ومعالجة برمجية أكثر توازناً، بينما يعتمد Galaxy S24 على العتاد القوي لكن بحاجة لتحسينات برمجية في بعض الجوانب.
يعتقد الكثيرون أن جوجل وسامسونج قد تأخرتا في تطوير عتاد الكاميرا مقارنة ببعض العلامات الصينية المنافسة، مثل هواوي وڤيڤو. فبينما تواصل جوجل وسامسونج تقديم تحسينات متميزة على صعيد البرمجيات، بدأت الشركات الصينية بالاعتماد على تقنيات جديدة في العتاد، مثل استخدام مستشعرات أكبر وكاميرات متطورة مزودة بخاصية التقريب المتغير وعدسات بفتحة قابلة للتعديل، مما يحسن بشكل كبير من جودة الصور، خاصة في ظروف الإضاءة المنخفضة أو التصوير المقرب.
أما سامسونج، فعلى الرغم من ريادتها في تقديم كاميرات بعدد بكسلات عالٍ، إلا أنها لم تواكب بعض التقنيات الجديدة، مثل تحسين سرعة التقاط الصورة واستخدام مستشعرات ذات حجم أكبر توفر صوراً بجودة أعلى.
وبالنسبة لجوجل، فإن هواتف بيكسل تركز على الذكاء الاصطناعي والتصوير الحاسوبي، إلا أنها لم تتبنَّ بعد استخدام مستشعرات أكبر تمكنها من أن تعزز جودة الصور في ظروف الإضاءة المنخفضة. وعلى الرغم من ذلك تظل هواتف بيكسل معروفة بإنتاج صور رائعة بفضل خوارزميات معالجة الصور المتقدمة، لكن قد تفتقر إلى بعض الميزات المادية التي توفرها الهواتف المنافسة.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني مستخدمو بيكسل أحياناً من محدودية خيارات الزوم والتقريب، حيث تعتمد الهواتف بشكل رئيسي على التقريب الرقمي بدلاً من استخدام عدسات تقريب فعلية، مما قد يؤثر على جودة الصورة عند التقاط صور بعيدة.
بالتالي، فإن كلا الشركتين بحاجة إلى الاستثمار بشكل أكبر في عتاد الكاميرا ليتمكنا من المنافسة بشكل فعال مع العلامات التجارية التي تتبنى التقنيات الحديثة وتقدم تجربة تصوير شاملة ومتميزة.
ما لفت انتباهي في هواتف هواوي وڤيڤو هو تجربة الكاميرا عن بُعد المحسّنة. حيث تأتي العديد من هذه الهواتف مع فتحة عدسة واسعة، مما يسهم في أداء ممتاز في ظروف الإضاءة المنخفضة. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع هذه الهواتف بقدرات تركيز عن قرب وحساسات كبيرة، مما يعزز جودة الصور ودقتها بشكل كبير.
على الرغم من تطور التصوير في الهواتف لاتزال سامسونج عالقة في عام 2021، حيث تركز على كاميرات ذات بكسلات عالية دون استخدام تقنيات ذكاء اصطناعي فعالة. بينما تقدم شركات مثل هواوي وڤيڤو تجارب تصوير مبتكرة ومتميزة. لذا، يجب على سامسونج تحسين استراتيجيتها لتبقى قادرة على المنافسة في هذا السوق المتطور.
اقرأ ايضاً: رحلة تطور الذكاء الاصطناعي من ابل: نجاحات كبرى وتحديات مستمرة