أثار التحديث الأخير لنظام iOS موجة من الانتقادات بين مستخدمي أجهزة آبل، بعدما اشتكوا من مشاكل ملحوظة في أداء البطارية. وأفاد العديد من المستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنتديات الدعم الفني بأن هواتفهم أصبحت تستهلك طاقة البطارية بسرعة غير مسبوقة بعد تثبيت التحديث الجديد. في هذا المقال من موقعنا دليلموب، سنناقش أسباب استنزاف البطارية مع التحديث الجديد، ونقدم نصائح لتحسين أدائها.
منذ إطلاق تحديث أمني IOS 18.1.1، والذي يهدف إلى إصلاح ثغرتين خطيرتين. من المحتمل أن تتسبب في تمكين المحتالين من اختراق جهاز iPhone عن بُعد. تصاعدت شكاوى المستخدمين بشكل لافت بشأن مشكلة استنزاف البطارية، حيث أشار الكثير منهم إلى تراجع كبير في الأداء اليومي للبطارية، حتى مع استخدام الهاتف في المهام الأساسية فقط. وذكر بعض المستخدمين أن أجهزتهم التي كانت تعمل بكفاءة وتستمر ليوم كامل دون الحاجة إلى إعادة شحن، أصبحت الآن تحتاج إلى شحن إضافي أكثر من مرة خلال اليوم.
وقد ظهرت آلاف التقارير التي توضح أن المشكلة ليست مقتصرة على نوع معين من الأجهزة، بل تؤثر على طرز مختلفة من الآيفون، ممّا أثار موجة من القلق بين المستخدمين. وعبّر كثيرون عن إحباطهم من أن التحديث الذي كان من المفترض أن يحسّن من أداء الأجهزة، تسبب في تدهور تجربة الاستخدام اليومية بشكل ملحوظ.
ووفقاً لشكاوى تم تداولها عبر موقع ريدت، أبلغ المستخدمون عن مشكلات تتعلق بسرعة استنزاف البطارية، حيث وصف البعض الأداء بأنه "سيئ للغاية"، بينما أشار آخرون إلى أن "التحديث زاد من سوء استهلاك الطاقة مقارنة بالسابق". هذه التقارير تؤكد وجود استنزاف ملحوظ للطاقة بعد التحديث، ويبدو أن العوامل الفنية المرتبطة بالتحديثات الجديدة، مثل إعادة فهرسة البيانات أو تفعيل ميزات جديدة في الخلفية، قد أسهمت في هذه المشكلة.
كما تساءل البعض عن جدوى التحديثات الدورية التي تصدرها آبل، والتي غالباً ما تكون مصحوبة بمشاكل تقنية تؤثر سلباً على أداء الأجهزة القديمة على وجه الخصوص. وأشاروا إلى أن هذه المشكلة قد تكون جزءاً من التحديات التي تواجهها الشركة في تقديم مزايا جديدة دون الإضرار بكفاءة الأجهزة، ما دفع بعض المستخدمين للتفكير في تعطيل التحديثات التلقائية أو حتى العودة إلى إصدارات أقدم من النظام.
وبينما ينتظر المستخدمون حلاً عاجلاً من الشركة، يرى خبراء أن تكرار هذه المشكلات قد يضر بثقة المستخدمين في آبل، خاصة مع زيادة الاعتماد على الهواتف الذكية في إنجاز المهام اليومية.
من جانبها، لم تصدر شركة آبل حتى الآن بياناً رسمياً يوضح السبب الدقيق وراء مشكلة استنزاف البطارية، إلا أنها أكدت عبر فريق الدعم الفني أنها على دراية بالشكاوى المتزايدة وأنها تعمل على التحقيق في الأمر. وأشار المتحدثون باسم الشركة إلى أنهم يتابعون التقارير الواردة من المستخدمين عن كثب، ويتعاونون مع فرق التطوير لإيجاد حل لهذه المشكلة في أقرب وقت ممكن.
وفي الوقت الحالي، توصي آبل مستخدميها باتباع بعض الإجراءات التي قد تساعد في تقليل استهلاك البطارية، مثل إعادة ضبط إعدادات البطارية في الهواتف، وكذلك مراقبة التطبيقات التي تستهلك الطاقة بشكل مفرط. وقد تشمل هذه الإجراءات تعطيل تحديثات التطبيقات في الخلفية أو تقليل سطوع الشاشة أو حتى إيقاف بعض الميزات غير الضرورية مثل خدمات الموقع والبلوتوث.
رغم ذلك، يظل المستخدمون في حالة ترقب، في انتظار تحديثات جديدة قد تساهم في حل هذه المشكلة، خاصة مع تزايد المخاوف من أن هذه المشكلة قد تؤثر بشكل كبير على تجربة الاستخدام بشكل عام.
جاء تحديث IOS 18.1.1 الأخير محملاً بعدد من الميزات الجديدة التي كانت تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم بشكل عام، حيث تم إدخال تحسينات في سرعة الأداء، والرسوميات، وتطبيقات مدمجة تم تعديلها لتعزيز وظائف النظام. لكن رغم هذه التحسينات، يبدو أن التحديثات الجديدة قد جاءت على حساب أداء البطارية، وهو ما أشار إليه العديد من المستخدمين الذين لاحظوا استنزافاً غير طبيعي للطاقة بعد التحديث.
بحسب بعض خبراء التقنية، فإن تحسينات الأداء والرسوميات، مثل زيادة كفاءة معالجة الرسوميات وتقديم واجهات مستخدم أكثر تفاعلاً، قد تسببت في زيادة الضغط على المعالج والبطارية. وهذا الضغط الزائد يتسبب في استنزاف البطارية بشكل أسرع، خاصة في الأجهزة القديمة التي تفتقر إلى أحدث تقنيات الطاقة. هذه المشكلة أصبحت واضحة بشكل خاص على الأجهزة التي تستخدم معالجات قديمة أو بطاريات ذات قدرة أقل مقارنة بالأجهزة الأحدث، ممّا جعلها تعاني بشكل أكبر بعد التحديث.
على الرغم من أن هذه الميزات قد تكون مفيدة للمستخدمين الذين يمتلكون أجهزة حديثة وقوية، فإن المستخدمين الذين يعتمدون على طرز أقدم يجدون أنفسهم في موقف محبط، حيث تصبح البطارية سريعاً في حالة نفاد، ممّا يحد من قدرتهم على الاستفادة من التحديثات الجديدة.
بينما تنتظر الجماهير إصلاحاً من آبل، قدم خبراء تقنية بعض النصائح لتقليل استنزاف البطارية، مثل:
· منح الجهاز بضعة أيام للتكيف: من الطبيعي أن يحتاج النظام إلى وقت للتكيف مع التحديث الجديد. قد تستمر عملية إعادة فهرسة البيانات وتحسين الأداء لعدة أيام، وبعدها ستلاحظ تحسناً في أداء البطارية تدريجياً.
· مراقبة نشاط التطبيقات وتعطيل غير الضروري: يمكن الوصول إلى إعدادات البطارية لمعرفة التطبيقات التي تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة، خاصة تلك التي تعمل في الخلفية. إذا لاحظت استنزافًا كبيراً من تطبيق معين، يمكنك تقييد نشاطه في الخلفية أو حتى حذفه إذا لم يكن ضرورياً.
· عدم إغلاق التطبيقات يدوياً بشكل متكرر: قد يظن البعض أن إغلاق التطبيقات يدوياً يقلل من استهلاك البطارية، لكن الحقيقة عكس ذلك. عند إعادة فتح هذه التطبيقات، يستهلك الجهاز طاقة أكبر لإعادة تشغيلها من البداية. لذلك، يُفضل ترك التطبيقات في وضع الاستعداد.
· حماية الجهاز من الحرارة المرتفعة: درجات الحرارة العالية، مثل أشعة الشمس المباشرة أو وضع الهاتف بجوار مصادر حرارة، قد تؤثر بشكل دائم على البطارية. احرص على إبقاء الجهاز في بيئة معتدلة الحرارة لتجنب هذا الضرر.
· تفعيل وضع الطاقة المنخفضة عند الحاجة: يوفر وضع الطاقة المنخفضة خيار مثالي لتقليل استهلاك الطاقة أثناء استخدام الهاتف. يعمل هذا الوضع على تقليل نشاط الميزات غير الضرورية، مثل تحديث التطبيقات في الخلفية، ممّا يساعد في إطالة عمر البطارية.
· تحديث التطبيقات بانتظام: تأكد من تحديث جميع التطبيقات على جهازك إلى أحدث إصدار. التحديثات غالباً ما تحتوي على تحسينات توافق مع النظام الجديد، ممّا يقلل من استهلاك الطاقة غير المبرر.
الإجابة ببساطة هي: نعم، يجب تثبيت التحديث. تحديثات IOS 18.1.1 ليست مجرد تحسينات على الأداء أو إضافة ميزات جديدة، بل تتضمن أيضا إصلاحات أمان ضرورية كما ذكرنا سابقاً تهدف إلى حماية جهازك من الثغرات التي قد يستغلها المخترقون.
تجاهل هذه التحديثات يعني أنك تعرض بياناتك الشخصية ومعلوماتك الحساسة لخطر الاختراق. تعمل شركة أبل على معالجة نقاط الضعف في النظام بشكل مستمر من خلال هذه التحديثات، ممّا يضمن مستوى أعلى من الأمان للمستخدمين.
حتى مع مشكلات البطارية المؤقتة، فإن تثبيت التحديث يظل الخيار الأفضل، حيث أن هذه المشكلات غالبًا ما تُحل خلال بضعة أيام. الحفاظ على أمان جهازك وبياناتك يجب أن يكون دائماً أولوية.
على الرغم من أن تحديثات IOS 18.1.1 قد تتسبب في بعض التحديات المؤقتة مثل استنزاف البطارية، إلا أن فوائدها تفوق هذه المشكلات بكثير. فهي تضمن حماية جهازك من الثغرات الأمنية، وتقدم تحسينات تساعد في تحسين الأداء على المدى الطويل. وفي ظل هذا التحدي، يظل السؤال مطروحاً: هل ستتمكن آبل من استعادة ثقة مستخدميها بسرعة، وتقديم حل يعيد الأداء إلى وضعه الطبيعي؟ الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت الشركة ستستطيع معالجة هذه القضية بشكل يرضي مستخدميها ويحافظ على مكانتها في سوق الهواتف الذكية.
للمزيد إقرأ أيضاً