DeepSeek بديل ChatGPT

في خطوة قد تعيد تشكيل خريطة الذكاء الاصطناعي عالمياً، برز النموذج الصيني الجديد DeepSeek كمنافس قوي لنماذج الغرب، متجاوزاً ChatGPT في عدة مجالات، وسط مخاوف أمريكية من فقدان الريادة في سباق الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا التطور في وقت يرصد فيه موقعنا دليلموب أبرز المستجدات في عالم التكنولوجيا وتأثيرها على المشهد العالمي.

صعود DeepSeek إلى القمة

حقق تطبيق DeepSeek AI Assistant نجاحاً مذهلاً، إذ تصدّر قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلًا على متجر Apple في المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، والصين فور إطلاقه، ما جعله موضع اهتمام عالمي. ويعتمد التطبيق على النموذج اللغوي DeepSeek-V3، الذي طُوِّر بتكلفة أقل من 6 ملايين دولار، وهو رقم ضئيل مقارنةً بالمليارات التي تنفقها الشركات الأمريكية مثل OpenAI وGoogle.

ورغم هذه التكلفة المنخفضة، تفوّق DeepSeek على منافسيه في الرياضيات، البرمجة، وإنتاج النصوص، ما أثار دهشة المتخصصين ومخاوف السياسيين الأمريكيين. وأصبح التطبيق بديل شات جي بي تي في العديد من المهام، ليغدو محط اهتمام عالمي. ووصف مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مارك أندريسن، هذا التقدم بأنه "لحظة سبوتنيك الذكاء الاصطناعي"، في إشارة إلى تفوق الاتحاد السوفيتي في سباق الفضاء بإطلاق القمر الصناعي سبوتنيك 1 عام 1957.

مخاوف من تأثير DeepSeek على حرية التعبير

رغم النجاح المبهر الذي حققه DeepSeek في سباق الذكاء الاصطناعي بصفته بديل Chat GPT، إلا أنه أثار جدلاً واسعاً حول مدى تأثيره على حرية التعبير. فقد لاحظ المستخدمون أن النموذج يفرض قيود على الأسئلة السياسية الحساسة، خاصةً تلك المتعلقة بالصين وزعيمها شي جين بينج، حيث يرفض تقديم إجابات مباشرة أو يتجنب مناقشة بعض القضايا المثيرة للجدل.

هذه السياسة أثارت قلق خبراء حرية التعبير، الذين يرون أن الذكاء الاصطناعي قد يتحول إلى أداة رقابة تُستخدم لتعزيز السياسات الحكومية بدلاً من دعم النقاش الحر. وبالمقارنة مع ChatGPT، الذي يواجه بالفعل انتقادات بشأن تحيزاته، يبدو أن DeepSeek يتبنى نهج أكثر تشدد في الرقابة، ممّا يثير تساؤلات حول مدى استقلالية الذكاء الاصطناعي في ظل الأنظمة السياسية المختلفة.

ويرى بعض المحللين أن صعود DeepSeek قد يؤدي إلى انقسام عالمي في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تتبنى الصين نموذج يخضع لرقابة صارمة، بينما تسعى الدول الغربية للحفاظ على مساحة أوسع من الحرية. ومع تزايد المنافسة بين القوى العظمى في هذا المجال، يبقى السؤال الأهم: هل سيتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة للتحكم أم أنه سيظل وسيلة لتعزيز الإبداع والابتكار؟

 تجاوز DeepSeek العقوبات الأمريكية

منذ عام 2021، فرضت واشنطن قيود صارمة على تصدير الشرائح المتقدمة إلى الصين، في محاولة لإبطاء تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي والحد من قدرتها على تطوير نماذج تنافسية. لكن المطورين الصينيين لم يقفوا مكتوفي الأيدي، حيث لجأوا إلى إعادة تدوير الشرائح القديمة وابتكار أساليب برمجية جديدة تقلل من استهلاك الطاقة الحاسوبية، ممّا مكنهم من تجاوز هذه العقوبات بفعالية.

ويُعد رجل الأعمال الصيني ليانغ وينفينج، مؤسس DeepSeek ومدير صندوق تحوط يُعتقد أن له علاقات وثيقة خاصة بالحزب الشيوعي الصيني، أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في هذه الثورة التقنية. فقد اتخذ خطوة استباقية قبل الحظر الأمريكي، حيث قام بتخزين كميات كبيرة من شرائح Nvidia A100، والتي تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. هذا القرار الإستراتيجي مكّن فريقه من تطوير DeepSeek بموارد أقل مقارنةً بنماذج الذكاء الاصطناعي الغربية التي تعتمد على استثمارات ضخمة.

هذا النجاح يثير قلق الولايات المتحدة، التي ترى في التقدم السريع للصين تهديد مباشر لهيمنتها التكنولوجية، ممّا قد يدفعها إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع الشركات الصينية من اللحاق بركب الابتكار في الذكاء الاصطناعي.

DeepSeek يتحدى OpenAI في إنشاء الصور

لم يقتصر تفوق DeepSeek على معالجة النصوص، بل امتد ليشمل مجال إنشاء الصور، ليصبح منافسًا حقيقيًا لنماذج الذكاء الاصطناعي الغربية. فقد أطلقت الشركة الصينية نموذج Janus Pro، الذي يُقال إنه يتفوق على Stable Diffusion، بل وحتى على DALL-E 3 في بعض معايير الأداء.

النموذج الجديد متوفر بإصدارات مليار وسبعة مليارات معلمة، ممّا يمنحه قدرة محسنة على إنشاء صور دقيقة وعالية الجودة. ومع ذلك، يواجه Janus Pro بعض القيود، أبرزها حجم الصور الناتجة، حيث لا تزال محصورة في 384×384 بكسل، ممّا قد يؤثر على جودتها مقارنةً بمنافسيه، خاصةً في التطبيقات التي تتطلب صوراً بدقة عالية.

ورغم هذه التحديات، يعتبر إطلاق Janus Pro خطوة قوية تعزز مكانة DeepSeek في سوق الذكاء الاصطناعي، وتؤكد أن الصين لا تسعى فقط للحاق بالركب، بل لمنافسة كبرى الشركات العالمية مثل OpenAI وGoogle، ممّا يزيد من حدة المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي. وبهذا، يثبت DeepSeek نفسه كأفضل بديل شات جي بي تي في مجال الذكاء الاصطناعي.

قلق أمريكي واستثمارات بالمليارات

مع التقدم السريع الذي تحرزه الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، بدأ المستثمرون الأمريكيون يشعرون بالقلق، خاصة بعد الإعلان عن نجاح DeepSeek، والذي أدى إلى تراجع أسهم كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل Nvidia وMicrosoft وMeta. ويصبح في فترة زمنية وجيزة بديل Chat GPT الأفضل لدى العديد من المستخدمين.

وفي مواجهة هذا التهديد، تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على صدارتها في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت إدارة ترامب مؤخراً عن استثمار 500 مليار دولار في مشروع "Stargate"، الذي يهدف إلى تسريع الابتكار الأمريكي في هذا المجال.

وعلى الجانب الآخر، وعلى الرغم من الإنجازات التي تحققها الصين، فإن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي لا تزال أقل بكثير، حيث خصصت الحكومة الصينية 8.2 مليار دولار فقط لصناديق الذكاء الاصطناعي، وذلك وفقاً لتقرير نشرته South China Morning Post.

هذا التفاوت في الميزانيات المخصصة يعكس استراتيجيات مختلفة بين القوتين العظميين، لكن الإنجازات التي تحققها DeepSeek تُظهر أن التفوق في الذكاء الاصطناعي لم يعد يعتمد فقط على حجم الاستثمار، بل على الابتكار والقدرة في التحايل على العقوبات.

هل يُغير DeepSeek قواعد اللعبة؟

مع احتدام المنافسة بين الشرق والغرب، يبرز DeepSeek كنموذج ثوري قد يعيد تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي عالمياً. فقد أثبت أنه قادر على منافسة ChatGPT في معالجة النصوص، بل والتفوق عليه في بعض الجوانب مثل الرياضيات والبرمجة. ولم يقتصر نجاحه على ذلك، بل امتد إلى مجال إنشاء الصور، حيث قدم نموذج Janus Pro الذي يُقال إنه يتحدى Stable Diffusion وDALL-E 3، رغم بعض القيود على دقة الصور.

لكن ما يجعل DeepSeek أكثر إثارة للجدل وبديل Chat GPT الأفضل هو قدرته على تحقيق هذه الإنجازات بموارد أقل، مقارنةً بالمليارات التي استثمرتها الشركات الأمريكية الكبرى. فقد تمكن المطورون الصينيون من تجاوز العقوبات الأمريكية باستخدام شرائح أقدم وأساليب جديدة تقلل من الحاجة إلى طاقة حوسبة ضخمة. هذا التطور السريع أثار مخاوف في وادي السيليكون، خاصةً بعد تراجع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى عقب الإعلان عن تفوق النموذج الصيني الجديد.

ورغم أن إدارة ترامب ردّت بإطلاق استثمارات ضخمة تصل إلى 500 مليار دولار في مشروع "Stargate"، إلا أن الصين تستمر في تحقيق تقدم سريع، حتى مع ميزانيات أقل. فهل سيظل DeepSeek مجرد نموذج ناجح في الوقت الحالي، أم أنه سيمهد الطريق لعصر جديد من الهيمنة الصينية على الذكاء الاصطناعي لييثبت أنه أفضل بديل شات جي بي تي؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن الإجابة.

الخلاصة

مع صعود DeepSeek كمنافس قوي في مجال الذكاء الاصطناعي وبديل شات جي بي تي، يتضح أن السباق نحو التفوق التقني لم يعد مقتصراً على الغرب. فبينما تواصل الشركات الأمريكية ضخ استثمارات ضخمة للحفاظ على هيمنتها، تثبت الصين أنها قادرة على تحقيق إنجازات كبرى بموارد أقل، ممّا يغير معادلة القوة في عالم الذكاء الاصطناعي. ومع تزايد المخاوف بشأن حرية التعبير والتحديات السياسية التي قد تفرضها هذه النماذج، يظل السؤال مفتوحاً: هل نحن أمام ثورة تقنية تقودها الصين، أم مجرد منافسة مؤقتة لن تؤثر على المدى البعيد؟

للمزيد إقرأ أيضا

Hey Gemini قد تحل محل Hey Google في هواتف أندرويد القادمة

المساعد الذكي Siri يساعد مستخدمي آبل على حل مشكلتين في آيفون