لطالما كانت المنافسة بين iOS وأندرويد واحدة من أكثر الصراعات التقنية إثارة، حيث يسعى كل نظام إلى تقديم تجربة أفضل للمستخدمين عبر تحديثات مستمرة. وبينما تفخر آبل عادةً بسلاسة وأمان نظامها، يظل أندرويد متقدماً في بعض الجوانب مثل التخصيص وإدارة الإشعارات والذكاء الاصطناعي. وفي هذا التقرير من موقعنا دليلموب، سنلقي نظرة شاملة على أبرز ميزات iOS 18.3، وسنحلل مدى تأثيرها على تجربة المستخدم، ولماذا لا يزال iOS متأخراً في بعض الجوانب مقارنة بأندرويد.
لطالما كانت إدارة الإشعارات في iOS أحد أضعف نقاط النظام مقارنة بأندرويد، حيث يعتمد الأخير على قنوات إشعارات تمنح المستخدم تحكماً دقيقاً في التنبيهات التي يتلقاها. بينما يعاني مستخدمو آيفون من إشعارات غير منظمة تجعل إدارتها أمراً مرهقاً.
مع إصدار iOS 18.3، حاولت آبل معالجة هذه المشكلة عبر Apple Intelligence، وهو نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الإشعارات. ورغم أن التحديث قدم بعض التحسينات، إلا أنه لم يحدث تغييرات جذرية. من أبرز التعديلات التي تمت إضافتها:
· إيقاف تشغيل ملخصات الإشعارات مؤقتاً لبعض التطبيقات، خاصةً الأخبار والترفيه، لتجنب إرسال عناوين مضللة.
· تمييز الإشعارات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي عبر جعلها مائلة، ممّا يسهل التعرف عليها دون خلطها بالتنبيهات العادية.
ورغم أن هذه الخطوات قد تساعد في تقليل الفوضى، إلا أنها ليست كافية لمعالجة المشكلة الأساسية. فلا تزال إشعارات iOS تفتقر إلى المرونة والتخصيص الذي يقدمه أندرويد، حيث يمكن للمستخدمين إنشاء فئات إشعارات، والتحكم في الأولويات، وتخصيص إعدادات التنبيه لكل تطبيق. وبدلاً من إعادة تصميم النظام بالكامل، اكتفت آبل بحلول تجميلية قد لا تلبي تطلعات المستخدمين الذين يبحثون عن تجربة إشعارات أكثر ذكاءً ومرونة.
إلى جانب التحسينات التي طرأت على الإشعارات، حمل iOS 18.3 بعض الميزات الإضافية التي تعزز تجربة المستخدم، لكنها لا ترتقي إلى مستوى التحديثات الثورية.
· تحسينات الذكاء البصري: أصبح بإمكان مستخدمي iPhone 16 الآن إضافة أحداث إلى تطبيق التقويم تلقائياً بمجرد مسح ملصق معين، ممّا يساعد في تنظيم المواعيد والأنشطة بسهولة أكبر.
· منافسة Google Lens: حاولت آبل تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في التعرف على العناصر المرئية، حيث يمكن للنظام الآن التعرف على النباتات والحيوانات، لكن هذه الميزة لا تزال في مراحلها الأولى مقارنة بنظام Google Lens الذي يتمتع بدقة وتكامل أفضل.
· تحسين تطبيق الآلة الحاسبة: قدم التحديث إمكانية تكرار آخر عملية حسابية عبر الضغط المتكرر على علامة "="، وهي إضافة بسيطة ولكنها قد تكون مفيدة لبعض المستخدمين الذين يعتمدون على الآلة الحاسبة في الحسابات المتكررة.
· خلفية سوداء جديدة: إضافة خلفية سوداء جديدة إلى النظام، وهي مجرد تحسين جمالي لا يضيف الكثير إلى تجربة المستخدم.
تعزز هذه الميزات تجربة المستخدم بشكل طفيف لكنها ليست كافية لإحداث نقلة نوعية، حيث لا تزال آبل بحاجة إلى تحديثات أعمق لمواكبة المنافسة مع أندرويد.
رغم أن آبل تقدم تحديثات قوية ومميزات جديدة بشكل دوري، إلا أن أندرويد لا يزال متفوقاً في بعض الجوانب الأساسية التي تجعل تجربة المستخدم أكثر مرونة وابتكاراً في بعض الأحيان. إليك بعض العوامل التي تضع أندرويد في المقدمة:
· نظام إشعارات أكثر ذكاءً: أحد أكبر الفروق بين iOS و أندرويد هو نظام الإشعارات. أندرويد يتيح تنظيم الإشعارات حسب الأولوية، التطبيق، والفئة، ممّا يمنح المستخدم تحكمًا أكبر في كيفية تلقي التنبيهات وإدارتها. في المقابل، لا تزال إشعارات iOS تفتقر إلى هذا النوع من التخصيص والمرونة.
· حرية التخصيص: بينما تبقى واجهة iOS مقيدة بنظام موحد وقوالب ثابتة، يوفر أندرويد تجربة أكثر مرونة في التخصيص. يمكن للمستخدمين تعديل الواجهة، وتغيير مظهر التطبيقات، وإعادة ترتيب الأدوات بسهولة، ممّا يجعل أندرويد خياراً مفضلاً لأولئك الذين يفضلون تخصيص هواتفهم بشكل كامل.
· الذكاء الاصطناعي المتقدم: تستفيد جوجل من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدم مثل Gemini AI لتحسين تجربة المستخدم عبر خدمات مثل Google Assistant و Live Translate. بينما Apple Intelligence في iOS ما زالت في مراحلها الأولى ولم تصل بعد إلى نفس مستوى التكامل والابتكار الذي تقدمه جوجل.
هذه العوامل مجتمعة تجعل أندرويد الخيار المفضل لمن يبحث عن تجربة أكثر تخصيصاً وانسيابية، بينما iOS يبقى مفضلاً لدى أولئك الذين يقدرون الاستقرار، الأمان، وسهولة الاستخدام.
لا شك أن iOS 18.3 يجلب تحسينات مرحب بها، خاصة في الإشعارات والذكاء البصري، لكنه لا يزال غير كافٍ لسد الفجوة مع أندرويد. فبدلاً من إصلاح المشكلة من جذورها، اكتفت آبل بحلول مؤقتة قد لا تكون كافية للمستخدمين الذين يبحثون عن تجربة أكثر تطوراً. والسؤال الذي يبقى مطروحاً: هل ستتخذ آبل قرارات أكثر جرأة في تحديثاتها القادمة، أم ستظل متمسكة بنهجها المحافظ؟
للمزيد إقرأ أيضا
استخدام Gemini في هواتف iPhone يثبت مدى تأخر آبل في الذكاء الاصطناعي