أثار تطبيق انستغرام جدلًا واسعاً بعد إطلاقه تحديث جديد يسمح بعرض قائمة مقاطع الفيديو التي أعجبت المستخدمين لأصدقائهم. هذه الميزة الجديدة، التي تم تفعيلها في قسم Reels، قوبلت بموجة من الانتقادات الحادة، حيث وصفها الكثيرون بأنها "أسوأ تحديث على الإطلاق"، معتبرين أنها تنتهك الخصوصية وتؤدي إلى مواقف محرجة للمستخدمين. وفي هذا المقال من دليلموب سنسلط الضوء أكثر على ما جاء فى هذا التحديث.
قام انستغرام بإضافة تحديث جديد يغير طريقة عرض تفاعلات المستخدمين على مقاطع Reels، حيث أصبح بإمكان الأصدقاء معرفة الفيديوهات التي نالت إعجابك. عند تصفح قسم Reels، قد تلاحظ ظهور فقاعات صغيرة تحتوي على صور ملفات تعريف أصدقائك، مزينة برمز قلب صغير في الزاوية اليسرى السفلية. هذه الفقاعات تشير إلى أن أحد أصدقائك قد أبدى إعجابه بنفس الفيديو، ممّا يجعل تفاعلات الإعجاب أكثر وضوحاً وعلنية من أي وقت مضى.
الميزة لا تشمل الجميع، بل تقتصر على الأشخاص الذين تتابعهم ويتابعونك أيضا، ممّا يعني أن الإعجابات لن تكون مرئية للمشاهير أو الحسابات العامة التي لا تربطك بها علاقة متابعة متبادلة. كما أن هذه الخاصية لا تنطبق على جميع المنشورات، بل تقتصر على الفيديوهات الموجودة داخل علامة تبويب Reels، بالإضافة إلى تلك التي تظهر أثناء التصفح في صفحة Explore.
يبدو أن إنستغرام يسعى من خلال هذا التحديث إلى تعزيز التفاعل بين الأصدقاء ودفعهم إلى المشاركة في المزيد من المحادثات حول المحتوى الذي يشاهدونه، إلا أن ردود الفعل الأولية تشير إلى أن الكثير من المستخدمين يرون هذه الخطوة بمثابة انتهاك للخصوصية أكثر من كونها تحسينًا للتجربة الاجتماعية.
قوبلت الميزة الجديدة بموجة من الانتقادات الحادة، حيث أعرب العديد من المستخدمين عن استيائهم الشديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنها تنتهك الخصوصية وتجعل التفاعل مع المحتوى أكثر إحراجاً.
على منصات مثل Reddit، انتشرت التعليقات الغاضبة من المستخدمين الذين رأوا في التحديث خطوة غير مرحب بها. قال أحد المستخدمين معترضاً:
"لا أريد أن يعرف أصدقائي كل مقطع فيديو أعجبني، هذا تدخل غير مبرر في الخصوصية"
فيما عبر آخر عن إحباطه من التغيير قائلاً:
"أعتقد أنني سأتوقف عن الإعجاب بالفيديوهات تماماً انستغرام يفعل العكس تماماً ممّا يريده المستخدمون."
ووصف البعض هذه الميزة بأنها "عودة غير مرغوبة" لميزة "موجز النشاط" القديمة، التي كانت تعرض للمتابعين جميع التفاعلات التي يقوم بها المستخدم، قبل أن يقوم إنستغرام بإزالتها بسبب اعتراضات ممّاثلة. وعلى ما يبدو أن العديد من المستخدمين يفكرون في حلول بديلة، مثل إنشاء حسابات ثانوية لمتابعة المحتوى المفضل لديهم بعيداً عن أعين الأصدقاء، بينما لجأ آخرون إلى إلغاء تفعيل حساباتهم بالكامل احتجاجًا على التغيير.
رغم الانتقادات الواسعة، دافع آدم موسيري، رئيس إنستغرام، عن التحديث الجديد، مؤكداً أن الهدف منه هو تعزيز التواصل والتفاعل بين المستخدمين، وليس انتهاك خصوصيتهم.
في مقطع فيديو حديث، أوضح موسيري رؤية الشركة قائلًا:
"نريد أن يكون إنستغرام منصة لا يشارك فيها المستخدمون المحتوى فقط، بل يتفاعلون مع أصدقائهم من خلاله."
وأضاف:
"سيتمكن المستخدمون الآن من رؤية الفيديوهات التي أعجبت أصدقائهم، ممّا يخلق مساحة جديدة للمحادثات والتفاعل."
وأشار إلى أن هذه الميزة تهدف إلى تشجيع المستخدمين على التفاعل بشكل أكبر مع المحتوى الذي يستمتعون به، وتحفيز النقاشات حول الفيديوهات التي تحقق انتشاراً واسعاً. ولكن، رغم هذا التوضيح، لا يبدو أن تصريحاته نجحت في تهدئة الغضب، حيث لا يزال الكثيرون يعتبرون التغيير غير ضروري ويتنهك الخصوصية، وهو ما قد يدفع انستغرام إلى إعادة تقييم التحديث أو تعديله في المستقبل.
أثار التحديث الجديد في إنستغرام ذكريات غير محببة لدى العديد من المستخدمين، إذ يرون أنه يعيد التطبيق إلى عصر "موجز النشاط" (Activity Feed) القديم، الذي كان يُظهر للمتابعين جميع الأنشطة التي يقوم بها أصدقاؤهم، بما في ذلك الإعجابات والتعليقات على المنشورات المختلفة.
كانت هذه الميزة محل جدل واسع في السابق، حيث تعرضت لانتقادات حادة بسبب انتهاكها للخصوصية وجعل أنشطة المستخدمين مكشوفة بشكل غير مرغوب فيه. دفع ذلك إنستغرام إلى إزالتها نهائياً في عام 2019، استجابةً لضغوط المستخدمين الذين رأوا فيها انتهاكاً غير مبرر لحياتهم الرقمية.
واليوم، مع هذا التحديث الجديد، يشعر العديد من المستخدمين أن إنستغرام يُعيد الفكرة القديمة ولكن بصيغة مختلفة، حيث باتت إعجاباتهم على Reels تظهر بشكل مباشر لأصدقائهم، ممّا يُعيد نفس المخاوف القديمة حول فقدان الخصوصية والراحة أثناء تصفح المحتوى.
كما يعتقد بعض المستخدمين أن هذه الميزة قد تؤثر سلباً على سلوكهم داخل التطبيق، حيث قد يتردد الكثيرون في التفاعل مع المحتوى خوفاً من أن يرى الآخرون ما يعجبهم، ممّا قد يؤدي إلى انخفاض معدل التفاعل بدلًا من زيادته.
ويبدو أن هذا التحديث يُعيد النقاش حول توجهات انستغرام الأخيرة، حيث يرى البعض أن التطبيق أصبح يركز بشكل متزايد على تشجيع الانفتاح والتفاعل العلني على حساب الخصوصية الفردية، وهو ما قد يدفع الكثيرين إلى إعادة التفكير في استخدامهم للمنصة أو البحث عن بدائل أكثر خصوصية.
حتى الآن، لم تُصدر انستغرام أي تصريحات رسمية حول إمكانية تعديل أو إلغاء هذه الميزة استجابةً للانتقادات العارمة التي تعرضت لها. ومع استمرار ردود الفعل الغاضبة من المستخدمين، يبقى السؤال الذي يشغل بال الكثيرين: هل سيؤثر هذا التحديث سلباً على تجربة المستخدمين، أم أن انستغرام سينجح في فرض رؤيته الجديدة للتفاعل الاجتماعي على منصته؟
إذا استمرت الانتقادات والقلق من فقدان الخصوصية، قد تضطر الشركة إلى إعادة التفكير في التحديث أو تعديل آلية عمله لتلبية توقعات المستخدمين، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع منصات أخرى مثل تيك توك. في المقابل، قد يستمر إنستغرام في الدفع بهذه الميزة إذا كانت تهدف إلى تحقيق تفاعل أكبر بين المستخدمين وتعزيز الروابط الاجتماعية من خلال المحتوى المشترك. الوقت وحده كفيل بكشف ما إذا كان هذا التحديث سيستمر في ظل تصاعد الانتقادات، أم أن إنستغرام سيضطر إلى إعادة النظر في استراتيجيته للتفاعل مع المستخدمين وحماية خصوصيتهم في الوقت ذاته.
في النهاية، يُظهر التحديث الأخير لانستغرام مدى التحديات التي تواجهها المنصات الاجتماعية في تحقيق التوازن بين تعزيز التفاعل الاجتماعي وحماية خصوصية المستخدمين. ورغم أن الميزة الجديدة قد تبدو خطوة نحو تحفيز التواصل بين الأصدقاء، إلا أن ردود الفعل السلبية تشير إلى أن العديد من المستخدمين قد يعتبرونها انتهاكاً لخصوصيتهم.
للمزيد إقرأ أيضا