تواصل جوجل تطوير نظام أندرويد بإدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح Gemini عنصر رئيسي في تجربة المستخدم. وفي مقابلة حديثة، كشف سمير سامات، رئيس قسم أندرويد، عن خطط الشركة لتوسيع دور Gemini، إضافةً إلى إصدار مبكر لأندرويد 16 وتحسين دعم هواتف Pixel 6 و7. تأتي هذه التحديثات في إطار رؤية جوجل لجعل الهواتف أكثر ذكاءً واستجابة لاحتياجات المستخدمين.
أصبح المساعد الشخصي Gemini أحد الأركان الأساسية في منظومة خدمات جوجل، حيث تم دمجه في تطبيقات متعددة مثل Gmail وGoogle Docs وGoogle Calendar، ممّا يعزز الإنتاجية ويسهل على المستخدمين إنجاز المهام بسرعة وذكاء. لكن جوجل لا تكتفي بهذه الخطوة، بل تسعى إلى جعل Gemini جزء لا يتجزأ من نظام أندرويد نفسه، ليصبح المساعد الذكي مدمجاً في صميم تجربة المستخدم اليومية. وفي هذا السياق، قال سمير سامات، نائب رئيس إدارة المنتجات في جوجل:
"التكامل العميق مع أندرويد لا يعني فقط سهولة الوصول، بل يعني أن Gemini سيكون بمثابة طبقة ذكاء اصطناعي مدمجة مباشرة في النظام، وليس مجرد تطبيق منفصل."
ومن بين الميزات المستقبلية التي ستحدث تحولاً في طريقة التفاعل مع الهاتف، تأتي Gemini Live، التي ستتيح للمستخدمين التفاعل مع المساعد عبر الفيديو المباشر ومشاركة الشاشة. هذه التقنية ستجعل الذكاء الاصطناعي أكثر سلاسة، حيث يمكن للمستخدمين طلب المساعدة في الوقت الفعلي، سواء في إعدادات الهاتف، تصفح التطبيقات، أو حتى تنفيذ المهام المختلفة دون الحاجة إلى البحث اليدوي أو التنقل بين القوائم. بفضل هذا التوجه، تتحول الهواتف الذكية من مجرد أجهزة مستقلة إلى منظومات ذكية تتكامل مع احتياجات المستخدم، ممّا يفتح آفاق جديدة لتجربة أكثر سهولة وسلاسة في المستقبل.
في خطوة غير متوقعة، أعلنت جوجل أن أندرويد 16 سيصل في يونيو 2025، وهو موعد أبكر من المعتاد، حيث كانت الشركة تطلق تحديثاتها الكبرى عادةً في سبتمبر أو أكتوبر. هذا التغيير يعكس تحول كبير في استراتيجية تطوير النظام، وهو ما أكده سمير سامات، نائب رئيس إدارة المنتجات في جوجل.
وتشير التسريبات أن السبب الرئيسي وراء هذا الإطلاق المبكر هو طريقة جديدة في تطوير النظام تُعرف باسم "التطوير المستقر للجذع" (Trunk Stable Development). هذا النهج يسمح لمهندسي جوجل بالعمل على نفس الفرع البرمجي طوال عملية التطوير، بدلاً من تطوير الميزات الجديدة بشكل منفصل ثم دمجها لاحقاً، ممّا كان يؤدي إلى تأخير في الإصدار النهائي. ويوضح سامات أهمية هذا الأسلوب قائلاً:
"هذا النهج الجديد يتيح لنا حل المشكلات في وقت مبكر، ممّا يسمح لنا بإطلاق التحديثات بسرعة وكفاءة أكبر."
بفضل هذه الطريقة، ستكون تحديثات أندرويد أكثر استقراراً وسرعة، ما يعني تحسينات أسرع في الأداء، الأمان، والميزات الجديدة التي تصل للمستخدمين دون تأخير.
في خطوة غير متوقعة أيضا لكنها محبّذة لمستخدمي هواتف Pixel 6 وPixel 7، أعلنت جوجل عن تمديد فترة دعم هذه الأجهزة لمدة عامين إضافيين، ممّا يعني أن تحديثات أندرويد ستستمر حتى عام 2027 بدلاً من 2025. ويأتي هذا القرار في إطار جهود جوجل لتحسين تجربة المستخدم وضمان بقاء أجهزتها قابلة للاستخدام لفترة أطول، وهو ما يعكس توجه جديد في صناعة الهواتف الذكية نحو دعم البرمجيات على المدى البعيد.
وعند سؤاله عن إمكانية تمديد فترة التحديثات لما بعد سبع سنوات، قال سمير سامات، نائب رئيس إدارة المنتجات في جوجل:
"سنرى. نعلم أن هذا أمرٌ يهمّ الناس بشدة، لكن علينا أن نرى ما هو ممكن."
هذا التصريح يفتح الباب أمام احتمالات مستقبلية قد تشهد زيادة مدة دعم الهواتف إلى ما بعد 7 سنوات، وهو ما قد يصبح اتجاه قياسي في الصناعة. ومع ذلك، أوضح سامات أن الأداء العملي للأجهزة بعد فترة طويلة من الاستخدام قد لا يكون مثالياً، حيث تصبح المكونات المادية أقل كفاءة بمرور الوقت، ممّا يجعل استمرار الدعم البرمجي أمراً يحتاج إلى موازنة بين الفائدة التقنية والجدوى العملية.
هذا التمديد يمنح مالكي Pixel 6 وPixel 7 المزيد من الوقت للاستفادة من آخر تحديثات الأمان والميزات الجديدة، ممّا يزيد من عمر أجهزتهم الافتراضي ويجعلها خيار أكثر جاذبية لمن يبحثون عن هواتف تدوم طويلاً. كما أن هذه الخطوة قد تدفع المنافسين إلى تبني سياسات ممّاثلة، ممّا يجعل المستهلك هو المستفيد الأكبر من هذا الاتجاه الجديد في عالم الهواتف الذكية.
تعكس تسريبات سامات رؤية جوجل لمستقبل أندرويد، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي جزء أساسي من النظام، وتتحسن تجربة المستخدم من خلال تحديثات أسرع ودعم أطول للأجهزة القديمة. ومع التوسع المستمر لنظام Gemini والتطوير المتسارع لأندرويد، يبدو أن جوجل تستعد لمرحلة جديدة من المنافسة مع أبل وأمازون في عالم الذكاء الاصطناعي والمساعدات الرقمية.
إقرأ أيضا
Perplexity يتفوق على Gemini كمساعد شخصي على الأندرويد
